تزوج "القاضي شريح" بامرأة من تميم يقال لها "زينب بنت جرير"، فيقول عنها :
.
(( فلما خطبتها من عمها ندمت ، وذكرت غلظة قلوب نساء بني تميم ، فأردت أن أطلقها قبل أن أدخل عليها ، ولكني قلت لن أطلقها الآن وإنما أتزوجها وإذا رأيت منها ما أكره أطلقها .. ))
فيحكي القاضي شريح قصة دخوله على زينب ، ويقول :
.
(( فلما دخلت عليها صليت ركعتين فسألت الله خيرها وعذتُ به من شرها ، فلما سلمت وجدتها خلفي تصلي معي .. فلما انتهينا من الصلاة، دنوت منها ، فقالت : على رسلك يا أبا أمية ، ابق كما أنت ! ، ثم قالت :
.
" الحمدلله أحمده وأستعينه ، وأصلي على محمد وآله ؛ وبعد :
إني امرأةٌ غريبة عنك ، لا عِلم لي بأخلاقك ، فبيِّن لي ما تُحب فآتيه ، وما تكره فأزدجر عنه .. وقالت :
وقد ملكتني فاصنع ما أمرك الله به: {{ إمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان }} ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك "
.
فيقول شريح : فقلت لها :
.
(( الحمدلله أحمده وأستعينه ، وأصلي على النبي وآله وأسلم ، وبعد :
فإنكِ قد قلتِ كلاماً إن تثبتي عليه يكن ذلك حظّكِ ، وإن تدعيه يكن حجة عليكِ ، فإني أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا ، وما رأيتِ من حسنة فانشريها ، وما رأيتِ من سيئة فاستريها ))
.
فيقول القاضي شريح : (( فمكثتْ زينب معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء! إلا مرة واحدة ، وكنت أنا لها ظالماً !! ))
.
ويقول : كان لي جارٌ يضرب امرأته ، فقلت عن ذلك :
🦋رأيتُ رجالاً يضربون نساءهم
فشُلّت يميني حين أضرب زينبا
فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكب
إذا طلعت لم تُبدِ منهُنَّ كوكباً🦋